صحيفة: الجزائر تقترب من ثورة شاملة على النظام الحاكم
صحيفة: الجزائر تقترب من ثورة شاملة على النظام الحاكم
أعلنت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن الجزائر تقترب من الثورة على النظام الحاكمالحالي
بقيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مشيرة إلى أن الاحتجاجات الشعبية التي تتواصل أسبوعياً
لا يبدو أنه بالإمكان إيقافها.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها من الجزائر، أن الرئيس بوتفليقة (82 عاماً) يقيم بمنطقة
مرتفعة تطل على العاصمة الجزائرية، في فيلا تخضع لحراسة مشددة، وهو مُقعد ومشلول
، بالكاد يقدر على تحريك يديه، وتحوم حوله مجموعة من الشخصيات بينهم أفراد أسرته،
وهو لم يتفوه بكلمة واحدة في مكان عام أو حتى مقابلة، منذ تعرضه لسكتة دماغية
عام 2013.
ويملأ الشوارع عشرات الآلاف من الجزائريين أسبوعياً، مطالبين بصوت مرتفع بمغادرة
بوتفليقة وحاشيته التي تضم كبار المسؤولين ورجال الأعمال والأثرياء والضباط
العسكريين الذين يديرون البلد بالفعل.
كما وتصاعدت حدة المظاهرات في الجزائر والتي تعد الأكبر منذ 30 عاماً، ولا يبدو أنه
يمكن إيقافها، حيث تواجه الجزائر، أكبر بلدان أفريقيا وإحدى دعائم الاستقرار بالعالم
العربي، مستقبلاً غامضاً.
وقال حيدر محمد إسلام، الطبيب البالغ من العمر 27 عاماً: “نشعر بأننا انتُهكنا 20 عاماً
، وحان الوقت لكسر السلاسل”.
ومن الصعب تخيل الحكومة وهي تستسلم لمطالب المتظاهرين، فإن علامات إيجابية
ظهرت مؤخراً، يمكن أن تدل على نية القبول الضمني بمطالب المحتجين.
وبدأت وسائل إعلام حكومية تغطي حركة التظاهرات وتنشر تقارير عنها، فجريدة “ليبرتي
” الجزائرية ظهرت بعنوان عريض “الشارع لا يتراجع”، كما انضمت جبهة التحرير الوطني،
الحزب الحاكم، والجيش إلى فريق المادحين لهذه التظاهرات الشعبية.
ويعلن عضو بارز في الائتلاف الحاكم، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، إن نظام بوتفليقة
مبنيّ على المحسوبية والفساد، وقال إنه مع ارتفاع أسعار النفط، تدفقت الأموال مثل
الماء، وكان هناك فساد في المزايدات، وتم تقديم قروض بنكية سهلة لبعض المقربين،
وهو ما جعلهم أغنياء من المال العام.
وبدأت أسعار النفط والغاز بالانخفاض في عام 2014، ، وهي تمثل 97% من صادرات
البلاد، هذا الانخفاض قاد إلى ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، مع تخفيض الحكومة
الإعانات الاجتماعية.
وأعلن بوتفليقة أنه سيرشح نفسه لولاية خامسة قبل شهر، وهنا لم يكن أمام
الجزائريين من خيار سوى الخروج للشارع، خاصة، أن عجز بوتفليقة أصبح كأنه شبيه
ببلدهم المنكوب.
وتقول الصحيفة، هناك قلق متزايد وتردد من قبل المسؤولين، في كيفية التعامل مع
هذه الحالات، وبعضهم ما زال يصر على أن هناك قوى خفية حركت هذه التظاهرات،
وهم يشعرون بالذهول من حجمها.
وتحدث أحد كبار المسؤولين، خلال حديثه للصحيفة: “نعم هناك إحباط، ولكن هذا لا
يبرر التشكيك في كل ما أنجز، إنهم يقولون إن على جميع أعضاء النظام أن يرحلوا،
هذا طرد ونفي”.
أيضا وتراقب فرنسا الأحداث في الجزائر من كثب، وتشعر بقلق، فهي تضم ملايين
الجزائريين، وتخشى من تداعيات الأوضاع في هذا البلد وانفلات حبل الهجرة غير
الشرعية إلى أوروبا في حال تطورت الأحداث.
وأختتمت الصحيفة تقريرها، بالقول إن الجزائريين مصرّون على ما يبدو، على مواصلة
الطريق إلى النهاية، وهم قادرون على إشعال ثورة ضد النظام إذا ما أرادوا، ومن ثم
فإن المواجهة المقبلة مع النظام قد لا تكون سهلة على الطرفين.
إقرأ المزيد: سقوط صاروخ على “تل أبيب” وقصف مدفعي شمالي غزة
خالد بن سلمان: يصدر توجيهات إلي واشنطن ولندن لبحث التهدئة في المنطقة
خالد بن سلمان: يصدر توجيهات إلي واشنطن ولندن لبحث التهدئة في المنطقة لقد صدرت توجيهات من و…